في مثل هذا اليوم من 527 سنة… تنازل أبو عبد الله الصغير عن غرناطة.. تنازل عن ثمانية قرون من حضارة انتشر نورها في العالم أجمع..
في مثل هذا اليوم 527 سنة.. دخل قوات القشتالة “منتصرين” لغرناطة… و ما انتصروا إلا لتخاذل ولاة أمر المسلمين.. الذين سعوا لعرض من الدنيا زائل.. فلا هم فازوا بآخرتهم و لا استمتعوا بخلاقهم (تحكي كتب التاريخ أن أبا عبد الله الصغير مات مقتولا في المغرب.. و أن أحفاده شوهدوا و هم يتسولون في أزقة فاس)..
في مثل هذا اليوم من 527 سنة.. شرع القشتاليون في أكبر عملية إبادة عرقية و دينية عرفها التاريخ و العالم.. و لا تذكرها كتب التاريخ و لا يلقي لها بالا العالم… طاردوا مسلمي الأندلس في كل مكان ذهبوا إليه.. و من لم تسعفه ظروفه للهجرة و أبقاه حظه بين ظهرانيهم.. سامه قشتالة من العذاب صنوفا و ألوانا.. تعذيب يظهر مدى الحقد الذي يعشش في قلوبهم (و ما يزال) تجاه كل ما هو مسلم.. تعذيب طال كل من شهد لله بالوحدانية، رجالا و نساء و أطفالا، في كل مكان لطخته جرائمهم في العالمين القديم و الجديد..
في مثل هذا اليوم من 527 سنة.. انطلقت أكبر عملية لتزوير التاريخ.. زاعمة أن القشتاليين لم يفعلوا سوى أن استردوا ما سلبه ظلما غزاة أتوا من وراء البحار… و الحال أن ما يسمونه “حروب استرداد”.. إنما كانت حربا دينية بين “مسلمين” أصحاب الأرض و “محتلين نصارى”… سعى فيها النصارى لطرد المسلمين (و الذين كان سكان الأرض الأصليون يشكلون منهم الأغلبية بعد أن دخلوا في دين الله أفواجا خلال سنوات الفتح).. هؤلاء النصارى المثلثين الذين جاؤوا من وراء جبال البرتات لاحتلال شبه جزيرة إيبيريا و اضطهدوا سكانها الذين كانوا نصارى موحدين على مذهب آريوس مجبرين إياهم على اعتناق الثالوث الوثني!
في مثل هذا اليوم.. سقطت الأندلس… و بدأ شتات الموريسكيين!
في مثل هذا اليوم من كل سنة.. نقول أن الأندلس ما زالت في قلوبنا…
0 التعليقات:
إرسال تعليق